مقدمة من المهم في البداية ان نحيط القارئ علما بان الاثاث المعدني قد انتشر في العالم في السنوات الاخيرة لسد العجز في الاخشاب من ناحية والحاجة الوظيفية الخاصة بضرورة وجود اطقم جلوس متينة وقوية تلائم الجلوس في الحدائق وغيرها من ناحية اخرى . وقد بدا استخدامه في هيئات يقلد فيها كراسي القسش او تضاف اليه الحلايا في بعض المواضع كالظهر والجوانب بالنسبة للكراسي المريحة "easy chairs" وبالنسبة للمناضد وضعت الحلية على الصدر او الرجل او حلو المراة او على علاقة بها . وهكذا حتى استقر اخيرا عند استخدام الكراسي المواسير بدلا من الحديد "المشغول" تبعا لمقتضيات التطور وتفضيل البساطة على الثراء الزخرفي وتفضيل الخفيف والصحي على الثقيل الذي يصعب تنظيفه.
هذه نبذة موجزة عن تطور اثاثات الجلوس المعدنية. 2- اثاثات الاضاءة الحديدية اما عن النوع الاخر من الاثاث وهو اثاثات الاضاءة الحديدية فقد انتشرت بدورها في السنوات الاخيرة واصبحت منافسة قوية لكل الموجود المالوف مثل المعدني – البرونز والمسبوك- والكريستال .. وكل ما استخدم حاملا للمصابيح، واصبح لا يقتصر مجال انتشاره على الكنائس في حوامل الشموع والموضوع على اسوار البوابات.. الخ بل انتشر في جميع المساكن وفي دور الترفيه وغيرها بدرجة كبيرة بعد ان كان محصورا في نطاق محدود ومن اهم اسباب انتشاره هو صبغته السوداء المرغوبة ولان طواعيته التشكيلية وامكان تصميم هيئات شكلية متعددة منه لها طبيعة جذابة ظريفة بالاضافة الى امكانية خضوعه للانتاج الكمي اليدوي باستعماال دلائل التشغيل "JIGS" ( الضبعات) او للانتاج الكمي "MASS PRODUCTION" بواسطة الالات.
( كتاب "اساسيات التصميم" تاليف د. محمد محمود يوسف ومحمد وجيه عاشور ) وفي هذا القسم من هذا الجزء نتعرض لدراسة تحليلية لمجموعة اعمال في هذا المجال من الناحية التصميمية الاساسية هي المبينة في اللوحات من 49 : 72 .
وفيما يلي بيان ذلك: 1- اطقم الجلوس : في اللوحتين رقما 49، 50 عدد 2 طقم جلوس يتضمنان ما ياتي : أ – الاولفيه "كونسول" (1) وكرسيين ومنضدة ، وكلها منفذه من اعواد الحديد المختلفة القطاع المذهب بالبوية ، واجريت فيه تجربة استخدام العناصر التعبيرية كادوات تصميمية . ومع ان الزخارف الحديدية – الدواره او المحورية والملوية – في تنغيماتها المختلفة هي بطبيعتها التكوينية ذات مفاهيم موسيقية ، الان ان توضيحها بعناصر اخرى مستفادة من الجو الموسيقي نفسه قد يكون هو معامل تعبيري رامز للموسيقى يربطها بالعمل الفني الوظيفي او يربط العمل الفني الاستعمالي بها ربطا قويا يساعد على تاكيد كل منها لمفهوم الاخر ويقوي اواصره.. فهذا التصميم يعد من النوع الاعلامي الذي يعزز كلا الفنين والاعتزاز بهما رغم بعد الشقة بين اختلاف طبيعية المادة في كلا الفنين ايضا .
وقد مال التصميم الى استغلال ملامح عناصر مؤلفة من الة موسيقية ونوتة الموسيقى في اماكن متفرقة من قطع الاثاث ، وفي تاليف وحداته الزخرفية ، كما مال الى توزيع مضامينها على القطع باكملها بطريقة انسيابية جعلتها تبدو في صورة راقصة دوارة متلاحقة الصورة وان تباعدت بينها احيانا فواصل الجمل او الكلمات او التعبير التشكيلي – فواصل هيئات الكليات او هيئات الجزئيات.
فالانسجام بين العناصر الزخرفية المؤلفة من خطوط وتنغيمات وانغام مكررة ومتلاحقة منحنية ومموجة ، كل ذلك استهدفه المصمم وعمل على ابرازه في صورة تعبيرية مبتكرة – نفذت تكنيكيا بوسائل تشكيلية لحام الحديد – قطاعات مستديرة ومربعة في معظمها .
وقطاعات حديد الزاوية والمستطيل في الباقي- اعتمدت في تشكيلها بالثني على البارد واللحام بلهب غازي الاوكسي – استيلين، والقوس الكهربي ، في معظم الاحوال ، كما اعتمدت على عملية البرشمة في بعض المناسبات... وجميعها وسائل تناسبت وتالفت مع بعضها على ابراز معالم التصميم بحالته المرسومة.
وفي راينا هنا اخر الامر ان هذه التجربة وان حققت المبادئ التي اتخذتها كمسار لها ، الا انها لا تعد من الاعمال التي تبشر بمستقبل مضئ في عالم الفن التطبيقي او الفن الاستعمالي الذي يرتبط بوظيفته بصفة اساسية ، اذا لم تكن هناك حاجة ماسة الى الفن التعبيري او الاعلامي ، ويكون للفن الزخرفي فيه بالمقدار الذي يؤكد الجانب الاستعمالي ويلتزم به دون غيره.
ب - الثاني:تجربة اخرى خطط فيها المصمم لهذا الطقم الاسود ذي المظهر المجرد الذي يتكون من عناصر زخرفية لا تتقيد بمفهوم معين كما لم تتقيد باساس او تنظيم منسق، بل تسير في هيئة تصويرية متحررة الى حد معين، اقرب الى التجريدية منها الى الطبيعية ، وتؤكد تلك الهيئة طريقة عرض التصميم للنظام الانشائي الذي انبثت عليه العناصر الزخرفية . حيث تم عرضها بحيث ترتبط اساسا بوظائف انشائية اكثر من مجرد ارتباطها بعوامل شكلية فقط. وقد اقتضى تبسيط انتاج العمل الفني وارتباطه المباشر باغراضه تضييق حيز المساحات التي تشغلها العناصر الزخرفية الى الحد المناسب.
وتضمنت التجربة دراسة الموضوع، من ناحية عوامله الانشائية والتقنية والفنية الجمالية في علاقاتها ببعضها وبالوظيفة ، وبالاقتصاد وفقا لما جاء في التمهيد اول الامر .
فالكراسي المعدنية يلزم اعتمادها في تقوية اعضاء الحمل فيها لاعلى حساب تقديري "RULE THUMB" بل على حساب انشائي يشمل الضغوط والجهود التي تتعرض لها هذه الاعضاء حتى لا تظهر هذه الاعضاء في صورة اضخم من اللازم، وحتى لا تتطلب قسطا اكبر من العمالة او التكلفة الزائدة .. وقد وجد ان خضوع تصميم الكراسي وما اشبه الى الحسابات الدقيقة يؤدي الى الرشاقة فضلا عن خفض السعر .. كما وجد ان المصمم الذي يحقق في الكراسي البساطة وحذف كل ما يتصل بالزحرفة من اجل الزخرفة ذاتها يؤدي الى الجمال والاقتصاد ويسمح للعين بالاحاطة بالشكل والاحاطة بمضمونه في سهولة ، الامر الذي يؤدي في النهاية الى الراحة الذهنية الشعورية واللاشعورية.
ويمقتضى الحساب الهندسي العلمي يمكن اجراء دراسة لزاوية ميل ظهر الكرسي ودرجة ميل القاعدة الى الخلف، مما يؤدي الى الراحة البدنية المنشودة، وهي التي يشرف كل مصمم ان يحققها.
وقد افادت الاستقامة الصريحة في الكراسي الاحدث في توفير الكثير من الخامات والعمليات التقنية الزائدة، الامر الذي يؤكد العامل الاقتصادي.
والطقم الموضح في اللوحة (50) وان كان لم يلتزم بكل المبادئ المذكورة لانه مصمم في الستينات الا انه بعد مرحلة جديدة بشرت بالكراسي الكمية الاحدث، التي التزمت بالتعديلات المؤدية الى الاقتصاد والراحة الصحية والنفسية بدرجة اعظم ولن يؤخذ عليها بانها قد فقدت الزخرفة او الحلية بشكل ملحوظ ، بل احلت محلها قيم جديدة تزيد من بهاءها وجمالها .
3- المناضد المعدنية:وفي اللوحات من 51: 56 (1) (من اسفل) مجموعة كبيرة من المناضد المكملة لاطقم الصالون يمكن ان يستفيد من تصميماتها الكثير من المصممين لما تتضمنه من افكار جيدة وجديدة استخدمت فيها قطاعات الحديد المختلفة باساليب تقنية بسيطة تناسب العصر وتخضع للمبادئ العلمية والجمالية والوظيفية التي اشرنا اليها في تحليلاتنا للاسس التصميمية للكراسي الاقدم والاحدث.
وتضم المجموعة جميع الوظائف التي توظف فيها هذه المناضد، فمنها الصغير والكبير بالنسبة لسعة " القرص" ومنها ذوات القرصة الزجاجية، والرخامية ، وفيها المستديرة والمستطيلة، ومنها ذات الثلاث ارجل والاربعة او الثمانية وذات الرجلين المزدوجين، ومنها ما يحزمه من اسفل " شكال" يحمل معه كل التصورات الممكنة الممتازة شكلا وجمالا ووظيفة. والارجل منها المخروط والمسبوك، والمطروق، ومنها المستقيم " المسلوب" والمنحنى والمموج والمعوج والمرتبط بحلية والمثبت في " القرصة".
ولعله قد يكون وراء عرض هذه المجموعة الفرنسية الرائعة ليتسنى للمصممين والفنيين الاحاطة الكاملة بكافة التنوعات في الشكل وفق الوظيفة الواحدة او الوظائف المتعددة، وايضا كي تكون بهذه الصورة مصدر الهام لابتكار مناضد غير تلك تتوفر فيها مثل وظائف هذه المناضد في صور جديدة فائقة الجودة.
فالمصمم دائما يهتم بالاطلاع على احدث الاعمال في الموضوع الذي يكون معنى به، ولا فرق في ذلك بين الاعمال الصغيرة او الكبيرة ، مع العلم بان هذه المناضد كثيرا ما تشغل بال متذوقي الاثاثات الانيقة الجميلة ، التي تكون على مثل هذا المستوى المميز.
4- مساند الادفية المعدنية:وعلاوة على هذه المناضد هناك مساند الادفية (1) كالمبينة باللوحة 56 من اعلى وباللوحة 57 باكملها . ولعل هذه الحوامل الثلاثة تعطي فكرة عن هذه المساند، وكل تصميم من الثلاثة يختلف عن الاخر والجزء الامامي فيها هو الذي يكون محط الانظار، اما الجزء الخلفي فهو الذي يحدد طوله حسب عمق الموقد (2) . اما الارتفاع من الامام فيبلغ 42.5 سم، وارتفاع حوامل الفحم 11ز2 سم والبعد الاسفل بين نهايتي كل مسند 37.5 سم، اما القضبان التي تصل بين كل زوج من المساند ولكي يوضع عليها الفحم .
وقد نفذت هذه المساند الثلاثة من الحديد السميك القطاع الذي لا يتاثر ابدا بنيران المدفاة، واذا كانت تبدو ثقيلة الظل فهذا راجع لذلك السبب الوظيفي... وهي تعد تقليدية في صورتها التصميمية، ولم يتطور تصميمها غير ذلك، الا شكليا عند استبدال الفحم بالكهرباء في التدفئة . وحتى عند الاخذ باسباب هذا التحديث فلازال هناك من الناس من يرغبون في رؤية النار بالفحم الموقد فعلا او مجازا باستخدام الكهرباء ورؤية ذلك عن طريق المساند.
5- اثاثات الاضاءة:وهذا النوع من الاثاث له ايضا اهميته وتاريخه، ويتلخص تاريخه في ايجاز في انه ظهر في الاربعينات من هذا القرن، فبعض الناس مال الى اقتناء حوامل الاضاءة الحديدية السوداء بدلا من الكريستال والبرونز او الخشبية وليس بالنسبة لاستخدام الاضاءة الكهربائية فقط بل عند استخدام الشموع كما في الكنائس ايضا.
ويرجع السبب في ذلك الى عدة امور منها رؤية مناظر هذه الحوامل من خلال الضوء الخافت المريح بدلا من الضوء القوي غير المريح للاعصاب ، وبالاضافة لذلك عامل التغيير في الشكل اذ ان طبيعة مادة الحديد كاي مادة تنفتح على الاشكال التي تنبع منها ، كما ان الطواعية واللدونة التي يشبه فيها الحديد الطين عند تشكيله على الساخن تتيح الفرصة لاخراج اشكال تختلف عما الفناه في اثاثات الاضاءة الاخرى.
وفي هذا النوع من الاثاث قد يكون من المناسب ان نستعرض في دراسة تحليلية لمجموعة كبيرة منه للاهمية التصميمية التي ترجى من وراء ذلك.. فالاطلاع على الكثير من التصميمات المنفذة دائما يهم العاملين في المجال ويعد افضل السبل لسرعة الوصول الى افكار جديدة والهامات جديدة ايضا.
وتضم المجموعة عددا من الثريات التاريخية منها والحديثة ، كم تضم عددا من القناديل " الفوانيس" المدلاه من السقف او الحائطية ، وعددا من حوامل الشموع... وتقع هذه المجموعة في اللوحات من 58: 72 . وفيما يلي بياناتها: 1- الثريات الاسلامية:في اللوحتين رقما 58،59 ست ثريات (1) جميعها من بعض مساجد القاهرة الاسلامية مثل مساجد السلاطين الغوري والقاضي وقايتباي وشعبان، وقد اوردنا هذه النوعية من الثريات على الرغم من انها منفذه من النحاس الاصفر ومن ثم تتبع اشغال المعادن بالجزء الثاني لامكان المقارنة بين تصميامتها والتصميمات الاخرى الحديدية التي سياتي ذكرها ومن ذلك تصبح بدورها مصدر الهام للمصمم.
فهي جميعها تتسم بالثراء التشكيلي الزخرفي القائم على اساس القواعد الهندسية والزخرفية السابق دراستها في الجزء السابق . وفوق ما تتمتع به كل واحدة من استقلالية في التصميم فانها جميعها تصلح للافادة منها في هذا العصر، وفعلا يجري تنفيذ مثلها في مصر وفي كثير من البلاد العربية ، ولكن اذا طبقنا عليها كلها او بعضها المفاهيم الحديثة في التصميم تصبح بحالتها غير متطابقة ... فالثراء الزخرفي كما اشرنا سابقا يخفي كثيرا من الاتربة التي هي منشا الميكروبات، وهو ايضا يتعارض مع مبدا البساطة ومع مبدا الاقتصاد في العمالة وفي زمن التشغيل ، وجميعها تخل بمبدا الاقتصاد... ولكن يمكن بالتبسيط والحذف والتغيير الحصول علي تصميمات اخرى جيدة واكثر مناسبة.. ويتاتي ذاك من خلال تغيير مفاهيمنا نحو ماهية العمل الخلاق الذي يوفي غرضه تماما، دون التمسك بالتقاليد او الاعمال التقليدية التي اصبحت لا تناسب هذا العصر.
ب- (الثريات الفرنسية) (أ)وفي اللوحات ارقام 60،61،62،63،64،65 عدة تخيلات تصميمية منها ما في اللوحات الثلاثة الاولى مستقاه من الكتاب الفرنسي الحداده اليوم (1) ، والباقي المبين في اللوحات الثلاثة الاخرى من تصميم وتنفيذ احد المؤلفين. وجميع وحدات الاضاءة المبينة في اللوحات الست تعمدت تصميماتها اخفاء مصدر الاضاءة بدرجة كبيرة ، واغلبها تجنب استخدام الحلايا الزخرفية التقليدية باستثناء الثلاث ثريات الموضحة باللوحات 63،64،65 التي استخدمتها باساليب مبتكرة وشغلت منها مساحات قليلة نوعا غير انها كما قد سبق من تحليلات تعد مبشرة بعدم الانتشار الا لدى القلة المحافظة من الناس.
ووضح في الاضاءة ايضا ان بعضها قد تضمن اطواقا تحمل وسائل الاضاءة او تتفرغ منها وبعضها الاخر يتدلى من اعلى او يتفرغ منه حوامل المصابيح ... وحوامل المصابيح بدورها بعضها موضوع فوق الاعضاء البنائية للثريا وبعضها يحتضن الاشكال الحديدية المخروطية من وسطه . ومن بين هذه المجموعة من وحدات الاضاءة ما تظهر فيه مصادر الضوء الموضوع داخل شعلة البلاستيك التقليدية للشعلة وفي نفس الوقت يختفي هذا المصدر داخل الطبق التقليدي ومن ثم تكون الثريا قابلة للتشغيل على مرحلتين احداهما تختفي لتعطي ضوءا خابيا ضعيفا، والثانية تعطي ضوءا ظاهرا ينبعث من مصابيح مصنفرة ومن ثم يكون ضعيفا نوعا خصوصا عندما يكون موجها الى اعلى.
ج – الثريات المصرية:ويتضمن بعض وحدات الاضاءة ثريا (1) بسيطة ، مثل الطبق المبين باللوحة 63، واخرى اكثر تركيبية مثل المبين في اللوحة 64 حيث اضيف للطبق فروعا حلزونية تحمل المصابيح بمجموعاتها اللازمة لها، كما اضيف الى الطبق الاصلي هيئة مخروطية صاعدة تتفرع منها فروعا حلزونية اخرى تتفرع من تلك الهيئة المخروطية ، وتتدلى حولها مستقاه من فكرة الفسقية التي تمثل فيها الفروع الماء المنبعث والمنعكس الى ادني ، فالفكرة الخيالية امكن اخراجها بمادة الحديد، ويلاحظ في هذا العمل ، والمستقى منه ان الاطباق فيه، تركت فيها اثار الطرق ظاهرة لتعطي ملمسا تنغيميا معبرا عن ان العمل منفذ يدويا ومن هثم يكون له جاذبية خاصة.
وهناك ثريا في اللوحة 63 اكثر تركيبية من السابقة حيث اضيف الى الطبق الذي تتفرغ منه الاغصان لتحمل طوقين بينهما زخارف من وحدات حلزونية مجردة، تحمل مجموعات الضوء . وتفيد جميع هذه التصميمات انه يمكن ارضاء الكثير من الراغبين في الحصول على وحدات الاضاءة البسيطة والمركبة والاكثر تركيبية ومن هنا ترضى رغبات متعددة وترضي عددا كبيرا من المواطنين نتيجة لذلك.
وتتميز تطبيقات تصميمات هذه الوحدات الضوئية بالدقة والعناية بالانهاء (التشطيب) الـ " finishing" حتى في المواضع التي تعمد فيها الصانع اظهار دلائل شغل اليد كالطرقات مثلا .. كما تتميز بالصراحة والوضوح في التجميع الذي يعد احدى قواعد الانتاج الفني في العصر الحديث . وتتميز كذلك بالبساطة الانتاجية والمباشرة المؤديان الى الاقتصاد في العمالة وفي الخامات وعمليات التشغيل وهذه كلها دروس مستفادة من افكار هذه التصميمات وتطبيقاتها ، وجميعها جديرة بالاقتداء .
د- الثريات الفرنسية (ب) :وننهي الكلام في الثريات بثريا مبينة باللوحة 66 وضع فيها المصمم الفرنسي الذي استخدم فيها ماسورة مشكلة على هيئة حرف s السابق الاشارة اليه التي تضيق من احدى جهتيها عن الاخرى، ويوضع ستة منها في صورة كانها تتفرع من المركز ايضا وتركب فيها الاباجورات كذلك ثم واحدة في المركز فينشا لدينا الثريا المبينة في الصورة .. ويظهر منها إن المصمم قد استلهم الفكرة من الفسقية مثل السابقة .
فجعل الثريا تتدرج بالاتساع في العرض في الطبقة الاولي، ثم الاصفر فالاصفر ، وتعد هذه الفكرة متلائمة ومتناسبة مع النتيجة ، حيث يمكن رؤية الهيئة الشكلية البسيطة الخالية من الحلايا من خلال هذا التدرج، وكذلك عن طريق تصميم الاباجورات بالطريقة الشبه مخروطية المصممه.. ويكشف التصميم بهذا الشكل عن اعمال الفكر الجاد في تطبيق المبادئ الحديثة في التصميم ، بما يبشر بامكان الانتشار .
هـ - حوامل شموع:وحوامل الشموع المبينة في اللوحتين 67،68 توضح بجلاء الامكانيات التشكيلية المرنة لمادة الحديد حيث تضمنت شمعدانات اللوحة 67 والشمعدان الايسر باللوحة 68 عمليات تقنية اساسية ناجحة مثل : الجدل والربط والربشمة والطرق الجيد ولحام غازي الاوكسي – اسيتيلين . وظهرت هذه العمليات مركزا في الشمعدان الايسر المبين باللوحة 67، ومن ثم اضحى معبرا تماما على المرونة وتضيق عند النهايتين وبخاصة عند تشكيل الكره التي تحمل الطبق التقليدي .. وبالمثل شكلت اعضاء القاعدة الستة فاتسعت في الوسط وضاقت عند الطرفين ... والجدير بالذكر هنا ان هذا الشمعدان يمكن الدوران حوله، وليس كسابقه المجاور الذي تركز تصميمه ليبدو مسطحا وكانه يعرض تمايلات الحلية المتقاطعة المتراكبة العليا، ويعرض حلية الجدل الخاصة .